بحسب تقرير وكالة حوزة، أشار آية الله جوادى آملى في لقائه مع أعضاء مجلس السياسات للمؤتمر الدولي لتفسير تسنيم إلى المكانة السامية للقرآن الكريم، وقال: القرآن الكريم هو بحر من المعرفة و قد أجاب على جميع الشبهات و الجهالات. القرآن هو شفاء مطلق كما قال الله تعالى: ﴿وَ نُنزلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَ رَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنينَ﴾ و إذا كانت قد أُعطيت لنا نعم في هذا الطريق، فإنها جميعها من الله تعالى: ﴿وَ مَا بِكُم مِّن نِّعمةٍ فَمِنَ اللّهِ﴾.
و أضاف سماحته: القرآن و آل البيت عليهم السلام هما بحر المعرفة، و يشبهان نبعاً صافياً يتدفقان و يبلغان بركاتهما إلى الأفراد و المجتمعات. القرآن يجيب على جميع الشبهات سواء كانت علمية أم عملية، و نحن جميعاً ممتنون لهذا النبع العظيم.
ثم تطرق سماحته إلى ذكر تجربة من فترة الدفاع المقدس قائلاً: كان لدينا أحبّاء في شتاء كردستان القارس الذين صمدوا في خنادقهم حتى تجمدت أجسامهم من البرد و استشهدوا! و عندما تم إحضار جثثهم إلى مسجد أعظم في قم، عادةً ما نقرأ القرآن و الفاتحة في مجالس العزاء حتى لا يكون هناك فرصة للجلوس، و لكن تلك الليلة جلست حتى نهاية المجلس و بكيت ليس لأجل الثواب و لكن خجلاً! اليوم أيضاً هناك شباب مثلهم، و كل هذا ببركة القرآن و آل البيت.
و في جزء آخر من حديثه، أكد آية الله جوادى آملى على مكانة تفسير تسنيم و دور الحوزات العلمية في إنشائه، قائلاً: بلا شك، تفسير تسنيم هو نتاج الحوزة العلمية. على مدى أربعين عاماً، شارك أربعة أجيال من طلاب الحوزة في إعداد هذا العمل، و هذا يظهر عظمة و قوة الحوزة العلمية. هذا التفسير هو في الأساس ثمرة عمل الحوزة، و يظهر بوضوح عظمة و مقام الحوزة.
و أضاف سماحته: إذا أرادت الحوزة العلمية أن تقوم بعمل ما، فهي قوية و لديها القدرة على تحقيق إنجازات علمية كبيرة. يجب علينا أن ندرك عظمتنا. إذا لم نتمكن من إدراك مكانتنا بعد أن أنعم الله علينا بالقرآن الكريم و بالقرآن الناطق، و هو أمير المؤمنين علي عليه السلام، الذي قال: «سلوني قبل أن تفقدوني»، فإننا قد قصرنا في أداء رسالتنا العلمية و الدينية.
و في ختام حديثه، قال آية الله جوادى آملى: يجب علينا أن نعرف قدر مكانتنا و هويتنا بما أننا نمتلك القرآن و آل البيت. نحن شعب عظيم و متجذر في التاريخ. لا تجد أثراً تاريخياً في جميع أنحاء أمريكا، و لكن في كل زاوية من إيران تجد آثاراً فنية و تاريخية. من زمن أنوشيروان و ما شابه كان لدينا جامعات، و بعد الإسلام أنجبنا علماء عظام مثل الشيخ الطوسي و غيره. يجب علينا أن نعرف قدر مكانتنا و هويتنا بما أننا نمتلك القرآن و آل البيت.
من جانبه، قدم آية الله الأعرافي، مدير الحوزات العلمية في جميع أنحاء البلاد و رئيس المؤتمر الدولي لتفسير تسنيم، تقريراً عن سير تنظيم المؤتمر.
يُذكر أن المؤتمر الدولي لتفسير التسنيم، العمل القيم لآية الله العظمى جوادى آملى، سيُعقد في السادس من شهر إسفند في مدرسة دار الشفاء في قم. و في هذا المؤتمر، سيتم تكريم هذا التفسير و إطلاق ۸۰ مجلدًا من تفسير تسنيم و ۲۰ مجلدًا من تفسير القرآن الكريم الموضوعي.
تعليقك